Sunday 25 November 2012




نصيحة هامة .. وتوجيهاتٌ مهمة

نصيحة وتوجيهات ... للشباب والفتيات

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين وهدايةً للناس أجمعين، ففتح الله به القلوب وأنار به العقول، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛ فإن ليلة الزفاف هي أول ليلة في حياة جديدة لزوجين جمع الله بينهما، ربما أحدهما من المشرق والآخر من المغرب، وما جمع بينهما إلا الله تعالى بقدره، وهذه الليلة التي يحلو للبعض أن يسميها بليلة العمر؛ ليلةٌ سعيدة، ليلةٌ صافية، ليلةٌ نقية، فلا ينبغي أن يُعكرَ الزوجان أو أحدُهما أو أيُّ أحدٍ من أهلهما صفوَ هذه الحياة الجديدة، ولا أن يُسَوِّد صفحة من صفحات كتابه الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها بشيء يغضب الله تعالى في هذه الليلة المباركة، فإذا كانت البداية بالخير؛ فأبشر بالخير بقية الحياة، وإذا كانت البداية بالسوء؛ كانت نقطة سوداء في هذه الحياة، وأهم سبب يعين على بدء هذه الحياة بالصلاح: حسن الاختيار بين الزوجين، وتحري الزوجة الصالحة التي تربت في بيت صالح من صغرها، وتحري الزوج الصالح الذي تربى في بيت صالح من صغره، أما إذا اختل هذا الاختيار ونشأ أحد الزوجين في بيت يدعو إلى التحلل والتحرر ولو تحت مسمى التدين فلا خير فيهما، لا خير فيمن اختار ذلك، ولا خير فيمن نشأ على ذلك، ولو دققت النظر في كلمات القرآن وفي ألفاظ السنة لوجدت الحث على الصلاح والتدين هو الأصل، قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإماءكم}، وفي الأثر: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)) وفي الحديث: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك))، وكذلك على ولاة أمور الفتيات أن يتقوا الله في الشباب وأن لا يغالوا في المهور والاشتراطات، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أقلهنّ مهورًا أكثرهنّ بركة))، فإذا كان هذا هو الأساس في الاختيار فَسَيَسْعَدْ كُلٌّ منهما في نفسه وسَيُسْعِد الآخر، وسيكرم الزوج امرأته وسيحسن معاشرتَها والمعاملة معها ولو في وقت غضبها، وستحترم المرأة زوجها، ولن تتطاول عليه، ولن ترفع صوتها عليه، ولن تقدم رأيها على رأيه؛ إلا إذا كان رأيه مخالفا لشرع الله، وإذا غضب عليها كان حالها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير نسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: كل ودود ولود، إذا غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)) فهذا من الآثار الطيبة لحسن الاختيار. هذه هي النصيحة التي أردت أن أخطّها بقلمي في هذه الورقة.

أما التوجيهات، فأقول والله المستعان: ينبغي لكل إنسان رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً أن يُرضِيَ ربَّه في كل مناسباته، وأن يسير فيها خلف توجيهات الإسلام، وأن لا يفعل ما يخالف منهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا نظرت إلى مناسبات الزواج عند كثير من المسلمين إلا من رحم الله رب العالمين لوجدت كثيرًا من المخالفات الشرعية التي يأثم الإنسان على فعلها ويتحمل آثام من شارك فيها، من ذلك:

1 – حفلات الغناء الماجن والموسيقى الصاخبة، فالغناء الذي لا يحرك الشهوات ولا يستثير النزوات ولا يصف العورات والمصحوب بالدف دون غيره من آلات الموسيقى جائز في هذه الليلة للنساء دون الرجال. ومن ذلك أيضًا:

2 – إغلاق طريق المسلمين عن الناس، فيضعون ما يسمى بالمسرح بعرض الطريق فلا يستطيع الناس المرور، من فعل ذلك فقد خالف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره بإعطاء الطريق حقه، لأنه آذى الناس، وبسببه اختلط الرجال بالنساء، وكذلك انكشفت العورات، وكذلك امتلأ المكان صخبًا وضجيجًا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطوا الطريق حقه: وذكر منها: كف الأذى)). ومن ذلك أيضًا:

3 – رقص النساء أمام الرجال، فهذا محرم، وكذلك رقص المرأة أمام النساء فيه شبهة عظيمة لإظهار المرأة مفاتنها أمام النساء. ومن ذلك أيضًا:

4 – الاختلاط البذيء المؤدي إلى تقارب الأبدان واختلاط الأنفاس، مما يؤدي إلى حرص الشباب المائل إلى حضور مثل هذه الحفلات ولو كانت لغير أقربائه، حتى ينظر إلى هذه ويلتصق بتلك، ومن ذلك أيضًا:

5 – تصوير العروسين فوتوغرافيًّا أو بالفيديو، فيطلع الرجل الأجنبي على العروس، وتعرض هذه الصور بعد ذلك في الاستوديو، فيطلع عليها كل المترددين عليه، وهذا التصوير لا فائدة منه كما لا يخفى عليك أيها القاريء الكريم. ومن ذلك أيضًا:

6 – تجاوز المرأة في زينتها (حتى لو لم يرها إلا زوجها) فتقوم بوضع المساحيق التي تشمئز النفوس منها، وتُصَدُّ القلوب عنها، فالإفراط في ذلك يؤدي إلى ضيق صدر الزوج، ويؤدي إلى الاشمئزاز، فينبغي أن تتزين دون إفراط ولا تفريط، فخير الأمور الوسط. وتقوم أيضًا بنمص الحاجبين وتفليج الأسنان ووصل الشعر، وأنت خبير أيها الأخ الغالي، وأيتها الأخت الكريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن ذلك، وبين أن من كانت هذه حالتها فهي ملعونة، جاءت امرأة من بني أسد إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقالت: إنه بلغني أنك تقول: ((لعنتُ الواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة)) فقد قرأت القرآن الكريم فما وجدت ما تقول، قال: ((بلى، وجدتِ، ولكنكِ لا تعلمين)) قالت: وأين هو؟ قال: ((أما قرأتِ: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو}؟)) قالت: بلى، قال: ((هو ذاك)) قالت: أما إنى لأرى على أهلك بعضَ ذلك. قال لها: ((فادخلي فانظري)) فدخلت المرأة، فنظرت فلم تر شيئًا. قال لها عبدالله: ((هل رأيت شيئًا؟)) قالت: لا، قال: ((أما إنك لو رأيتِ شيئًا من ذلك ما صحبتني)). هؤلاء هم رجال هذه الأمة اللذين يغارون إذا وُجِدَت المحرماتُ والمحظورات الشرعية في بيوتهم. ومن ذلك أيضًا:

7 – وضع المرأة لبعض أدوات الزينة التي تعتبر حائلاً على جسدها أو على أظافرها فتحول دون وصول الماء إلى هذا الموضع وقت الوضوء، وكذلك اطلاع المرأة الأجنبية التي تزين العروس على عورتِها، فهذا محرم، ولا يحل لامرأة أن تطلع من امرأة أخرى إلا على ما يظهر منها غالبًا كالشعر والرقبة والساقين والذراعين فقط حتى ولو كانت أمَّها، حتى لا يؤدي ذلك إلى ضرر دنيوي وإثم أخروي. ومن ذلك أيضًا:

8 – تضييع الصلوات المفروضة يوم الزواج، وكذلك في الأيام التالية ليوم الزواج، فيظن الزوج أن من الواجب عليه أن لا يفارق بيته أسبوعًا كاملا بعد الزوج حينما يعلم أن من الشرع أن يبيت الزوج عند البكر سبعًا وعند الثيب ثلاثًا، وهذا فهم خاطيء، لأن المراد بالمبيت عند البكر سبعا وعند الثيب ثلاثا؛ هذا عند تعدد الزوجات، فلا يقسم بينهم إلا بعد هذه الأيام على هذا النحو. والصواب أن لا يترك الزوجُ الصلاةَ المفروضة مع الجماعة في المسجد مع الرجال، فالزواج ليس من أعذار ترك الجماعة، بل هو نعمة يتوجب على الزوجين أن يقوما بشكر الله تعالى عليها؛ وذلك بأداء الفرائض والنوافل على أتم وجهٍ ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فليحرص كلُّ زوجٍ على المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد.

هذه نصيحتي، أردفتها بهذه التوجيهات على ملاحظاتٍ نراها في مجتمعنا، فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعل لها في القلوب موضعًا، وفي الواقع مكانًا، كما أسأله أن يجعلها خالصةً لوجهه، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

كتبها: أبو أحمد/ محمود الفقي