Monday 3 August 2009

ماذا يقال عن الاستشراق؟

ماذا يقال عن الاستشراق؟هذا السؤال يجوز أن يسأل قبل أن نقف على التعريف الدقيق للاستشراق.إذا تصفحنا في القاموس،لوجدنا أن معناه هو اتجاه الغربيين نحو الاهتمام بتراث الشرق وحضاراته ولغاته.إن الذي يقوم بهذا هو المستشرق،أي الأديب الغربي الذي يهتم بدراسة عن الشرق وكل ما فيه.
لو نظرنا إلى الحقيقة التاريخية،لوجدنا أن الاستشراق بدأ عندما قصد الرهبان الغربيون الأندلس في إبان عظمتها وسمعتها،وتتعلموا في مدارسها،وترجموا القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم الأصلية.بعد عودة هؤلاء الرهبان إلى بلادهم،نشروا ثقافة العرب وقاموا بتأسيس المعاهد للدرسات العربية فيها.في القرن الثامن عشر،علماء الغرب يتنافسون في الاستشراق وفي القرن نفسه،بدأ الغرب في استعمار العالم الإسلامي.
علما بهذا الاستشراق،قد عقد أول مؤتمر عنه في باريس عام 1873 م وما يزال ذلك حتى عصرنا الحاضر.توجد خمسة دوافع تدفع إلى الاستشراق وهي الدافع الديني والاستعماري والتجاري والسياسي ولا ترك فيها الدافع العلمي.المستشرقون هدفهم أن يطعنوا في الإسلام ويشوهوا ويحرفو ه،أما من حيث الاستعمار،فلم ييأس الغربيون في احتلال بلاد الإسلام سواء أكان الاستعمار بالحرب أم بالفكر.إن المستشرقين أيضا هم الذين يرغبون في الاتصال مع الشرق لترويج منتجاتهم وهم يهدفون قتل الصناعة في بلاد الإسلام.لا يقتصر جهدهم في الدوافع الأربعة التي قد ذكرت من قبل،لكنهم يحاولون إدخال الاتجاهات السياسية التي تريد دولتهم وفي القيام على أقدامهم الملعونة.وأهم شيء الذي يدفع إلى الاستشراق هو العلم.هم يسيطرون على العلم ويحرفوه على ما يشاءون.وهناك من أسلم بعد أن اطلع على بحثهم الحقيقي للتعلم ليس للربح ولا للمال،لكنهم أقلية في أوساط المستشرقين.
ومن الخطر أن يتفق المسلمون على ما يقول المستشرقون ويمجدوهم ويؤيدوا كل قول للمستشرقين.وللأسف الشديد،صوروا لنا الحضارة الإسلامية تصويرا كاذبا حتى لا نرغب في الرقى الحضاري.علينا أن نكتشف الحق حتى ننهض على أقدامنا لا على أيدي المتعصبين ضد الإسلام.يأمرنا ديننا الحنيف في العدل حتى مع أعدائنا في قوله تعالى:"ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".وصدق النبي إذ يقول:"يأتي زمان تداعى عليكم الأمم كماتداعى الأكلة على قصعتها.قالوا أومن قلة فينا يومئذ يا رسول الله!قال كلا.فأنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وسينزع الله من قلوب عدوكم المهابة منكم."