Friday 12 December 2008

قصيدة البردة

قصيدة البردة للإمام البوصيري

أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم
أمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
مثل البهار على خديك والعنــــــــم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ
في التحذير من هوى النفس
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم
في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ
ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
في مولده عليه الصلاة والسلام
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
والحق يظهر من معنى ومن كلــــم
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم
في معجزاته صلى الله عليه وسلم
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرم
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم
ولا التمست غنى الدارين من يــــده
إلا استلمت الندى من خير مســـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ
في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه
دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم
فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم
ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم
لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
أطفأت حر لظى من وردها الشــم
كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم
وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم
يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
سعياً وفوق متون الأينق الرســــم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم
فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم
وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
من العناية ركناً غير منهــــــــــدم
لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم
في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم
راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم
يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم
من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
من بعد غربتها موصولة الرحـــم
مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ
ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم
أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ
في المناجاة وعرض الحاجات
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم
وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم


Bumi Mauqufah




MAKTAB MAHMUD atau dalam bahasa Arab dikenali sebagai MAAHAD MAHMUD.Maahad ini adalah sebuah institusi pengajian agama terulung yang banyak mengeluarkan ilmuan dan teknokrat profesional yang memberi sumabangan besar terhadap pendidikan Islam khasnya di Kedah.Namanya agak tenggelam dalam kelompok sekolah agama lain kerana sekolah ini hanya ber*title*kan sekolah agama harian dibawah kelolaan kerajaan negeri.Maktab Mahmud telah ditubuhkan pada hari hari Jumaat 29 Rabiul Awwal 1355 H bersamaan 19 Jun 1936 M dan juga dikenali sebagai bumi mauqufah. Perletakan batu asas telah disempurnakan oleh DYMM Tunku Mahmud Ibni Al Marhum Sultan Ahmad Tajuddin Mukarramul Shah, Regent and President State and Council Kedah. Maktab Mahmud kemudiannya dibuka secara rasmi oleh DYMM Sultan Abdul Hamid Halim Shah, Sultan Negeri Kedah Darulaman pada ketika itu.
Tujuan utama Baginda adalah untuk menjadikannya sebagai pusat penyebaran agama Islam, bahasa Arab serta mengeluarkan tokoh-tokoh agama. Tambahan pula Baginda berpendapat Negeri Kedah memerlukan Kolej Islam setanding dengan sekolah-sekolah Inggeris pada masa itu, sistem pendidikannya menggunakan sistem pendidikan Mesir (al-Azhar).
Sumbangan Maktab Mahmud melahirkan tokoh-tokoh perjuangan kemerdekaan menentang Malayan Union dengan menubuhkan Persatuan Ulama Kedah pada 9 Februari 1946 yang telah berjaya menyatukan keseluruhan ulama Kedah menentang Malayan Union.
Maktab Mahmud dibiayai sepenuhnya oleh Kerajaan Negeri Kedah Darulaman dan dinaungi oleh Sultan Kedah. Maktab Mahmud hanya terdiri daripada pelajar-pelajar putera sahaja semenjak awal penubuhannya sehingga 31 Disember 1972. Sekolah Agama Tarbiah Islamiah, Jalan Pegawai dicantumkan dengan Maktab Mahmud dan disatukan dibawah pentadbiran Lembaga Maktab Mahmud menurut Enakmen Lembaga Maktab Mahmud 1967. Lembaga yang ditubuhkan bertanggungjawab menguruskan urusan-urusan pentadbiran, kewangan, perkhidmatan, pendidikan dan lain-lain. Bermula dari penyatuan itu, Maktab Mahmud telah membuka peluang pendidikan kepada pelajar-pelajar puteri.
Antara lepasan sekolah ini ialah Datuk Zainuddin Maidin,mantan Menteri Penerangan,Brigidier Jeneral Dato Jamil Khir Baharom,mantan Ketua Pengarah KAGAT(kini Menteri di JPM),Datuk Sheikh Ghazali Abd Rahman,Tan Sri Dato Abd hamid Othman,Allahyarham Datuk Fadhil Muhammad Nor,mantan Presiden PAS,Datuk Dr Abd Halim Ismail,mantan Pengerusi Bank Islam,Datuk Dr Mashitah Ibrahim,Datuk Paduka Diraja Syeikh Abd Majid Md Noor,tokoh Maal Hijrah kebangsaan,almarhum Syeikh Niamat Yusof,tokoh Maal Hijrah Kedah dan MENTERI BESAR KEDAH yang baru,Dato Seri Ustaz Azizan Abd Razak.
Sememangnya nama sekolah ini agak tenggelam dalam kelompok sekolah agama yang lain kerana hanya bertitlekan sekolah agama harian dibawah kelolaan kerajaan negeri.

Konsep A.M.N.M

Konsep A.M.N.M. sering kita dengar dalam perkara-perkara yang menyentuh tentang agama ISLAM.Pernahkah kita terfikir sejak kecil lagi kita didedahkan dengan konsep ini sama ada secara langsung seperti pengajaran guru dalam kelas atau secara tidak langsung seperti didikan ibu bapa terhadap anaknya.Persoalan yang hendak ditimbulkan disini ialah adakah kita benar-benar faham pengertian konsep ini dengan lebih wadhih.Amar Makruf Nahi Munkar adalah satu kewajipan dalam ibadah.Dalam hal ini kita perlu tahu tanggungjawab muslim membela agamanya dan disiplin yang perlu dipatuhi dalam menunaikan tanggungjawab ini.Secara jelasnya,ada dua keadaan dalam dunia islam.Pertamanya si bacul yang enggan bela agama kerana dipenuhi sifat munafik dan yang keduanya si berani yang tidak mahu ikut peraturan dalam bela agama.Ini adalah sesuatu yang mendatangkan bidaah orang jenis ini tidak bertindak secara rasional.Kita tahu bahawa dalam agama ada peraturan dan disiplinnya yang tersendiri.Dalam perlaksanaan A.M.N.M.,memerlukan kesederhanaan Atau al-wasatiyyah yakni tidak ifrat (melampau) dan tidak tafrit (cuai).

Konsep Dakwah



Firman Allah SWT yang bermaksud: “Serulah manusia kepada jalan Tuhan-Mu dengan hikmah dan pelajaran yang baik dan bantahlah mereka dengan cara yang baik Sesungguhnya Tuhan-Mu yang lebih mengetahui mengenai siapa yang tersesat daripada jalan-Nya dan Dia yang lebih mengetahui orang yang mendapat petunjuk”.- [al-Nahl :125]
Menerusi ayat di atas Allah mengemukakan terdapat tiga cara berdakwah yang boleh dilakukan.
Pertama,berdakwah secara berhikmah dan bijaksana dengan tutur bahasa yang lembut serta menarik berserta bukti yang jelas,kukuh dan boleh menghilangkan sebarang kesamaran dan keraguan.
Kedua,serulah manusia dengan kata-kata yang mengandungi pengajaran seperti kisah umat terdahulu kerana dengan mengingati peristiwa yang menimpa umat terdahulu akan meninggalkan kesan yang mendalam kepada jiwa mereka dari ingkar terhadap Allah.
Ketiga,berdakwah melalui perbincangan,muzakarah dan dialog dalam suasana yang penuh kemesraan dan harmoni bukan menggunakan kata2 kesat dan keji kerana tujuan perbincangan adalah untuk menyampaikan kebenaran bukan mencari kemenangan.
Para pendakwah tidak harus tergesa-gesa dalam menyampaikan dakwah mereka.Mereka harus mengkaji terlebih dahulu golongan sasar mereka kerana setiap golongan masyarakat yang berbeza memerlukan cara yang berlainan.
Imam Ibnu Taimiyyah pernah membahagikan manusia kepada tiga golongan.
Pertama,orang yang mudah menerima kebenaran dan terus mengikutinya.Inilah orang yang bijaksana. Kedua,orang yang mahu menerima kebenaran tetapi tidak mahu mengamalkan.Mereka perlulah sentiasa dinasihati sehingga mengamalkan.
Ketiga,orang yang tidak mahu menerima kebenaran.Mereka perlu diajak berbincang dan berdialog secara yang paling baik.

Universiti Terulung di Seantero Dunia

Mesir sememangnya terkenal dengan jolokan bumi anbiyak dan ardhul kinanah dan pusat pemerintahan kerajaannya,Kaherah pula terkenal dengan jolokan kota seribu menara.Sememangnya apabila menyebut Egypt ataupun Mesir kita pasti terbayangkan Universiti Islam yang pertama di dunia,Universiti al-Azhar dan Piramid Giza.Saya bukanlah ingin membicarakan apa yang ada di Mesir tetapi nak berkongsi sedikit maklumat serba sedikit tentang universiti tempat saya belajar.Universiti ini dalam bahasa Arabnya sebagai Jaamiatul Azhar atau al-Azhar as-syarif.Ia dibina pada 969M pada zaman pemerintahan kerajaan Fatimiyyah(909-1171).Ia adalah universiti kedua tertua ditubuhkan yang masih beroperasi selepas Uni.al-Qarawiyyin di Fes,Maghribi.Universiti ini terkenal sebagai pusat kesarjanaan dan pendidikan.Disini lahir ilmuan terulung yang sepanjang pengajian mereka,penuh dengan liku-liku kehidupan.Saya teringat suatu kisah bagaimana Imam Abu Hatim ketika dia sedang mencari hadis,keadaannya sangat menyedihkan.Oleh sebab tidak mampu membeli sumbu lampu pada suatu malam,dia terpaksa keluar ke tempat pengawal di tepi jalan.Dia belajar menggunakan lampu penerang yang digunakan oleh pengawal itu untuk meronda.Kadang-kadang apabila pengawal itu tertidur,dia yang menggantikannya meronda.Kesusahan yang dialaminya ketika menuntut ilmu mengangkatnya sebagai ahli hadis yang tidak kurang masyhurnya.Ibnu Athaillah,ulama besar dari Alexandria,pernah berkata untuk mengetahui ilmu itu bermanfaat atau tidak,cukup sekadar melihat kesannya.Jika membuatkan seseorang itu semakin takut kepada ALLAH dan semakin baik dari aspek ibadahnya,maka itu tanda ilmu itu benar-benar bermanfaat.من تأنى نال ما تمنى...