Sunday, 14 April 2013

KEBAHAGIAAN NURANI

Assalamualaikum,untuk kali ini,penulis merasakan penulis berhak untuk meluahkan apa yang tersirat di hati penulis.Penulis dahulukan dengan segala pujian dan kesyukuran untuk-Mu Ilahi atas segala nikmat,ujian,tohmahan yang membuatkan diri penulis akan berpaut pada tali-Mu.Hal ini adalah kerana apabila manusia ditimpa musibah,terdetiklah di hatinya bahawa ALLAH itu Maha Berkuasa.Selawat dan salam ditujukan buat Penghulu segala nabi,Muhammad Sallallahu 'Alaihi Wasallam sebagai tanda kasih dan sayang umatnya dan sebagai mengenangkan hasil perjuangan baginda menegakkan Islam.
Apabila menghitung hari,bulan dan tahun,umur kita kian menginjak dewasa dan kita mungkin mengimbau kembali zaman persekolahan yang merupakan titik mula kita terlibat dalam dunia pendidikan.Penulis bukanlah menafikan institusi kekeluargaan sebagai platform utama mengenal dunia dan hakikat kehidupan,tetapi secara rasminya kita mengenal huruf-huruf abjad adalah semenjak kita berada dalam alam persekolahan.
Menceritakan tentang pengalaman penulis,penulis masih ingat bagaimana ayah penulis tegas dalam membentuk anaknya.Pada ketika itu,terdetik di hati penulis adakah aku ini tak dikasihi memandangkan walau penulis kurang sihat,ayah sentiasa menggalakkan penulis untuk pergi ke sekolah.Ayah juga selalu berpesan kepada penulis,hidup ini penuh dengan cubaan,Pernah pada suatu ketika,ayah menghantar penulis dengan motornya dan tanpa dijangka,motor itu mengalami kerosakan di pertengahan jalan,jam pun menunjukkan bermula sudah sesi persekolahan pada pagi itu,ayah tetap berkeras menyuruh penulis ke sekolah.Ayah tetap menghantar penulis sampai ke sekolah lalu memohon maaf kepada guru atas kelewatan.Dulu,penulis merasakan bilamana penulis membuat permintaan kepada ibu bapa,hasrat penulis tidak dipenuhi.Penulis melihat rakan-rakan yang hasrat mereka sentiasa ditunaikan oleh kedua ibu bapa mereka,melihat hidup mereka yang rata-ratanya hidup tanpa dihimpit kesempitan sedangkan penulis lupa pada insan yang kurang bernasib baik di luar sana,lupa pada Yang Esa yang memberikan nikmat kesihatan dan kebahagiaan nurani,lupa pada nikmat Iman dan Islam.Ayah,aku bangga mempunyai ayah sepertimu,walau kamu tidak menerima pendidikan agama di sekolah,kamu ada kesedaran menghantar anak-anakmu ke sekolah aliran agama. Hidupmu terpaksa membanting tulang untuk menyekolahkan anakmu,memarahi dan memberikan hukuman dalam bentuk rotan,tamparan atas tanda kasih bukan tanda benci.Hal ini mungkin cara didikan kamu.Jiwa anak kecil sentiasa tersalah tafsir dan memberontak tetapi itu sebenarnya akan membentuk anak kecil itu tabah dan sabar dalam menghadapi hidup ini.Ya Allah,hamba bersyukur atas kurniaan ini,punyai ibu bapa yang menyedarkan anaknya akan kebahagiaan diri dan hidup sederhana itu lebih penting daripada kebahagiaan material.

Sunday, 25 November 2012




نصيحة هامة .. وتوجيهاتٌ مهمة

نصيحة وتوجيهات ... للشباب والفتيات

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين وهدايةً للناس أجمعين، ففتح الله به القلوب وأنار به العقول، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛ فإن ليلة الزفاف هي أول ليلة في حياة جديدة لزوجين جمع الله بينهما، ربما أحدهما من المشرق والآخر من المغرب، وما جمع بينهما إلا الله تعالى بقدره، وهذه الليلة التي يحلو للبعض أن يسميها بليلة العمر؛ ليلةٌ سعيدة، ليلةٌ صافية، ليلةٌ نقية، فلا ينبغي أن يُعكرَ الزوجان أو أحدُهما أو أيُّ أحدٍ من أهلهما صفوَ هذه الحياة الجديدة، ولا أن يُسَوِّد صفحة من صفحات كتابه الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها بشيء يغضب الله تعالى في هذه الليلة المباركة، فإذا كانت البداية بالخير؛ فأبشر بالخير بقية الحياة، وإذا كانت البداية بالسوء؛ كانت نقطة سوداء في هذه الحياة، وأهم سبب يعين على بدء هذه الحياة بالصلاح: حسن الاختيار بين الزوجين، وتحري الزوجة الصالحة التي تربت في بيت صالح من صغرها، وتحري الزوج الصالح الذي تربى في بيت صالح من صغره، أما إذا اختل هذا الاختيار ونشأ أحد الزوجين في بيت يدعو إلى التحلل والتحرر ولو تحت مسمى التدين فلا خير فيهما، لا خير فيمن اختار ذلك، ولا خير فيمن نشأ على ذلك، ولو دققت النظر في كلمات القرآن وفي ألفاظ السنة لوجدت الحث على الصلاح والتدين هو الأصل، قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإماءكم}، وفي الأثر: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)) وفي الحديث: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك))، وكذلك على ولاة أمور الفتيات أن يتقوا الله في الشباب وأن لا يغالوا في المهور والاشتراطات، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أقلهنّ مهورًا أكثرهنّ بركة))، فإذا كان هذا هو الأساس في الاختيار فَسَيَسْعَدْ كُلٌّ منهما في نفسه وسَيُسْعِد الآخر، وسيكرم الزوج امرأته وسيحسن معاشرتَها والمعاملة معها ولو في وقت غضبها، وستحترم المرأة زوجها، ولن تتطاول عليه، ولن ترفع صوتها عليه، ولن تقدم رأيها على رأيه؛ إلا إذا كان رأيه مخالفا لشرع الله، وإذا غضب عليها كان حالها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير نسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: كل ودود ولود، إذا غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)) فهذا من الآثار الطيبة لحسن الاختيار. هذه هي النصيحة التي أردت أن أخطّها بقلمي في هذه الورقة.

أما التوجيهات، فأقول والله المستعان: ينبغي لكل إنسان رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ رسولاً أن يُرضِيَ ربَّه في كل مناسباته، وأن يسير فيها خلف توجيهات الإسلام، وأن لا يفعل ما يخالف منهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا نظرت إلى مناسبات الزواج عند كثير من المسلمين إلا من رحم الله رب العالمين لوجدت كثيرًا من المخالفات الشرعية التي يأثم الإنسان على فعلها ويتحمل آثام من شارك فيها، من ذلك:

1 – حفلات الغناء الماجن والموسيقى الصاخبة، فالغناء الذي لا يحرك الشهوات ولا يستثير النزوات ولا يصف العورات والمصحوب بالدف دون غيره من آلات الموسيقى جائز في هذه الليلة للنساء دون الرجال. ومن ذلك أيضًا:

2 – إغلاق طريق المسلمين عن الناس، فيضعون ما يسمى بالمسرح بعرض الطريق فلا يستطيع الناس المرور، من فعل ذلك فقد خالف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره بإعطاء الطريق حقه، لأنه آذى الناس، وبسببه اختلط الرجال بالنساء، وكذلك انكشفت العورات، وكذلك امتلأ المكان صخبًا وضجيجًا، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطوا الطريق حقه: وذكر منها: كف الأذى)). ومن ذلك أيضًا:

3 – رقص النساء أمام الرجال، فهذا محرم، وكذلك رقص المرأة أمام النساء فيه شبهة عظيمة لإظهار المرأة مفاتنها أمام النساء. ومن ذلك أيضًا:

4 – الاختلاط البذيء المؤدي إلى تقارب الأبدان واختلاط الأنفاس، مما يؤدي إلى حرص الشباب المائل إلى حضور مثل هذه الحفلات ولو كانت لغير أقربائه، حتى ينظر إلى هذه ويلتصق بتلك، ومن ذلك أيضًا:

5 – تصوير العروسين فوتوغرافيًّا أو بالفيديو، فيطلع الرجل الأجنبي على العروس، وتعرض هذه الصور بعد ذلك في الاستوديو، فيطلع عليها كل المترددين عليه، وهذا التصوير لا فائدة منه كما لا يخفى عليك أيها القاريء الكريم. ومن ذلك أيضًا:

6 – تجاوز المرأة في زينتها (حتى لو لم يرها إلا زوجها) فتقوم بوضع المساحيق التي تشمئز النفوس منها، وتُصَدُّ القلوب عنها، فالإفراط في ذلك يؤدي إلى ضيق صدر الزوج، ويؤدي إلى الاشمئزاز، فينبغي أن تتزين دون إفراط ولا تفريط، فخير الأمور الوسط. وتقوم أيضًا بنمص الحاجبين وتفليج الأسنان ووصل الشعر، وأنت خبير أيها الأخ الغالي، وأيتها الأخت الكريمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن ذلك، وبين أن من كانت هذه حالتها فهي ملعونة، جاءت امرأة من بني أسد إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقالت: إنه بلغني أنك تقول: ((لعنتُ الواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة)) فقد قرأت القرآن الكريم فما وجدت ما تقول، قال: ((بلى، وجدتِ، ولكنكِ لا تعلمين)) قالت: وأين هو؟ قال: ((أما قرأتِ: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو}؟)) قالت: بلى، قال: ((هو ذاك)) قالت: أما إنى لأرى على أهلك بعضَ ذلك. قال لها: ((فادخلي فانظري)) فدخلت المرأة، فنظرت فلم تر شيئًا. قال لها عبدالله: ((هل رأيت شيئًا؟)) قالت: لا، قال: ((أما إنك لو رأيتِ شيئًا من ذلك ما صحبتني)). هؤلاء هم رجال هذه الأمة اللذين يغارون إذا وُجِدَت المحرماتُ والمحظورات الشرعية في بيوتهم. ومن ذلك أيضًا:

7 – وضع المرأة لبعض أدوات الزينة التي تعتبر حائلاً على جسدها أو على أظافرها فتحول دون وصول الماء إلى هذا الموضع وقت الوضوء، وكذلك اطلاع المرأة الأجنبية التي تزين العروس على عورتِها، فهذا محرم، ولا يحل لامرأة أن تطلع من امرأة أخرى إلا على ما يظهر منها غالبًا كالشعر والرقبة والساقين والذراعين فقط حتى ولو كانت أمَّها، حتى لا يؤدي ذلك إلى ضرر دنيوي وإثم أخروي. ومن ذلك أيضًا:

8 – تضييع الصلوات المفروضة يوم الزواج، وكذلك في الأيام التالية ليوم الزواج، فيظن الزوج أن من الواجب عليه أن لا يفارق بيته أسبوعًا كاملا بعد الزوج حينما يعلم أن من الشرع أن يبيت الزوج عند البكر سبعًا وعند الثيب ثلاثًا، وهذا فهم خاطيء، لأن المراد بالمبيت عند البكر سبعا وعند الثيب ثلاثا؛ هذا عند تعدد الزوجات، فلا يقسم بينهم إلا بعد هذه الأيام على هذا النحو. والصواب أن لا يترك الزوجُ الصلاةَ المفروضة مع الجماعة في المسجد مع الرجال، فالزواج ليس من أعذار ترك الجماعة، بل هو نعمة يتوجب على الزوجين أن يقوما بشكر الله تعالى عليها؛ وذلك بأداء الفرائض والنوافل على أتم وجهٍ ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فليحرص كلُّ زوجٍ على المحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد.

هذه نصيحتي، أردفتها بهذه التوجيهات على ملاحظاتٍ نراها في مجتمعنا، فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعل لها في القلوب موضعًا، وفي الواقع مكانًا، كما أسأله أن يجعلها خالصةً لوجهه، وصلى الله وسلم على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

كتبها: أبو أحمد/ محمود الفقي

Monday, 15 November 2010

EID ADHA MUBARAK



Assalamualaikum Warahmatullahi Wabarakatuh...

Wishing all of you a wonderful Eid ul-Adha



..كل عام وأنتم بصحة وعافية وسعادة,وإلى الله أقرب,وعلى طاعته أدوم,وعن النار أبعد


تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال

HAPPY EID ADHA MUBARAK
Selamat Hari Raya Aidil Adha

Tuesday, 26 October 2010

Let The Love of Allah Remain in The Heart

It's a part of a poem written by a sister in Islam. I loved this poem, it's really beautiful and amazing.Hope you enjoy reading it.



When did you keep your burden inside you when you have Allah to tell it to?
Why did you fear everyone might hate you when you have Him who understands you?
Why did you fill your heart with pain and anguish when you have Him to fill it with eternal bliss?
Why did you choose to settle in turbulence when there's His pure love that speaks of peace?
Open your heart,let Allah wash away the hurt,embrace the greatest love,
He,alone could give you.
Pray to Allah for He listens to all prayers,
Believe in Him alone and not the deceiving others,
Do what He says for He is your mentor,
Love Him truly and not the impostor,
When you are in a battle unarmed,
let His love be your sword,
When you feel cold,let His love warm you,
When you stumble and fall,let His love catch you,
When you have no more food to eat,let his love fill your tummy,
When you can no longer breathe,let His love be your air,
When you have no more to drink,let His love be your water,
when you are lost in the rain,let Allah's love be your shade,
When you are lost in the dark,let His love be your light,
When you can no longer see,let His love be your sight,
When you are bruised in a fight,let Allah's love stop your bleedings,
When you are wronged in an argument,let His love unleash what's true,
When no one understands you,let Allah's love be searched,
When no one listens to you,let His love be heard,
When no one believes in you,let His love be seen,
when no one trusts you,let His love be serene,
when you believe nobody loves you,let Allah's love be your confidence,
When you doubt nobody protects you,let His love be your defense,
when you feel nobody cares for you,let His love heed,
when someone fools you,let Allah's love make you wiser,
When someone belittles you,let Allah's love make you greater,
When someone abandon you,let His love show you what to do,
when you are weak,let Allah's love be your strength,
When you can no longert smile,let His love be sent,
When you lost,let His love be your way,
When you can no longer speak,let His love tell you what to say,
When you are afraid,let Allah's love be your protection,
When you confused,let His love be your liberation,
When you are hurting,let His love be your therapy,
When you feel like giving up,let Allah's love push you,
When you feel tired and fed up,let His love's purpose pursue,
When you reach the pinnacle of your journey,
The angles of the heavens will welcome you finally,
So go on,walk on to the road leading you to his heavens' grandeur,
Don't go a day without His love,you will never falter,
Don't let devil deceive your heart,
Allah shall conquer it forever,
Hold on and believe in Allah's love,
That is the best you can have,
Please never weep again and in your heart...
LET HIS LOVE REMAIN

Thursday, 14 October 2010



I upload this nasyid video,hoping you enjoy this wonderful nasyid by malaysian nasyid group,UNIQUE while reading my blog post....

SWEET MEMORIES WITH MY FRIENDS



Bolehkah Belajar Ilmu Tanpa Berguru | iluvislam.com + discover the beauty of islam

Bolehkah Belajar Ilmu Tanpa Berguru | iluvislam.com + discover the beauty of islam

Sunday, 20 June 2010

نشيدالمدرسة-المعهدالمحمود-



يامعهداعلمني#وبالهدى جملني
حليتني من صغري#بكل خلق حسن
كم فيك من معلم#بركثيرالمنن
بعلمه زودني#بنصحه أرشدني
تحيةيامعهدي#ياأصل عيشي الهني
أنشأتني مباركا#لأمتي ووطني

Saturday, 20 February 2010

شخصية الطالب الأزهري

كتب فضيلة الشيخ العلامة الدكتور: محمد هاشم الدكتور بقسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر بأسيـــوط سابقاً -رحمه الله تعالى- مقالاً بعنوان "شخصية الطالب الأزهري"
قال فيهــــا:للطالب الأزهري بين الناس مكانة بارزة ، ومنزلة سامية ، ليست لغيره من الشباب ، فتراه محاطاً بالتوقير والإجلال ، منظوراً إليه بعين المهابة والاحترام ، وتجد الرجال الذين هم في منزلة أبيه وجده يعاملونه كأنه هو أكبر منهم!! ولكن! من هو الطالب الأزهري الذي ينال هذه المرتبة العالية؟إنه الطالب الذي يحمل في عقله علماً ينيره ، وفي قلبه إيماناً يعمره ، أي: أن يكون طالباً شغوفاً بالعلم ، عشّاقاً للمعرفة ، دؤوباً على البحث والدرس ، متسع الثقافة ، وافر المعلومات ، فإذا ما أثيرت أمامه مسألة علمية تكلم فيها كلام العارف المتمكن ، الخبير الثقة. وأن يكون الطالب الأزهري على إيمان قويّ بالله -عز وجل- يجعله راسخاً حين تتزلزل الأرض، آمناً حين يفزع الشجعان، هادئاً حين تطيش ألباب العقلاء ، إيمان يشعره -بقوة- أن عليه مهمة ثقيلة ، ورسالة كبرى يجب عليه أن يؤديها للناس بكل ما يستطيع ، ولو لقي في سبيل ذلك الأذى والاستهزاء والعنت ، وذلك لأن الطالب الأزهري هو رجل الدين ، وهو القدوة والإمام ، فإذا لم يستطع أداء ضريبة هذا الشرف الكبير فليخرج من ميدان لا قِبَل له بالوقوف فيه.ومما يملأ النفس أسى والقلب غيظاً أن نرى كثيراً من طلاب الأزهر خِلواً من العلم وهو حياة العقول، فإذا سألته في بدهية من بدهيات علم ديني أو لغوي ضاق صدره ولم ينطق لسانه، وإذا طلب منه الكلام في مقام رأيته كالمغشي عليه من الموت. ولقد رأينا من الطلاب من يقصر في أداء الصــلاة!!! ومن يخجل أن يعرفه الناس طالباً في الأزهر!! لماذا يا أخي؟!! وهل يخجل الإنسان في موطن الشرف؟؟!!! ألا فاحترم نفسك ، وأدِّ رسالتك... والله الموفق

Wednesday, 17 February 2010

ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟

الـجـــواب
أمانة الفتوى

المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان؛ بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره (وآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلحَقُوا بهم) [الجمعة:3].
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري.
قال ابن رجب: "محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: (قُل إن كانَ آباؤُكم وأَبناؤُكم وإخوانُكم وأَزواجُكم وعَشِيرَتُكم وأَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إليكم مِنَ اللهِ ورَسُولِه وجِهادٍ في سَبِيلِه فتَرَبَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأَمرِه) [التوبة:24]، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رَسُولَ اللهِ، لأَنتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِن كُـلِّ شَيءٍ إلاّ مِن نَفسِي، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «لا والذي نَفسِي بيَدِه؛ حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فقالَ لـه عُمَرُ: فإنَّه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَـبُّ إلَيَّ مِن نَفسِي، فقالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «الآن يا عُمَرُ» رواه البخاري"اهـ.
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وقد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
ونص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في (المدخل) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه (المدخل) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي، وللإمام السيوطي في ذلك رسالة مستقلة سماها "حُسن المَقصِد في عمل المولد".
والاحتفال في لغة العرب: من حَفَلَ اللبنُ في الضَّرع يَحفِل حَفلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحتَفَلَ: اجتمع، وحَفَل القومُ من باب ضرب واحتَفَلوا: اجتمعوا واحتشدوا. وعنده حَفلٌ من الناس: أي جَمع، وهو في الأصل مصدر، ومَحفِلُ القومِ ومُحتَفَلُهم: مجتمعهم، وحَفَلهُ: جلاَه، فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ، وحَفَل كذا: بالى به، ويقال: لا تحفل به.
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فإن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًّا؛ لأن للوسائل أحكام المقاصد، والقول بتحريمه أو المنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم.
ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم -رضي الله تعالى عنهم- به صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولا حرج في الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.
على أنه قد ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلاّ فلا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. فإذا كان الضرب بالدُّفِّ إعلانًا للفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغزو أمرًا مشروعًا أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بالوفاء بنذره، فإنّ إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا -بالدف أو غيره من مظاهر الفرح المباحة في نفسها- أكثر مشروعية وأعظم استحبابًا.
وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب -وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله- بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لَمّا بَشَّرَته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون!
وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمّة الائتساءُ به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، وكلُّ ماعُونٍ يَنضَحُ بما فيه، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية "سُبُلُ الهُدى والرشاد في هَدي خيرِ العِباد" عن بعض صالحي زمانه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه، فشكى إليه أن بعض مَن ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن فرِح بنا فَرِحنا به".
وكذلك الحكم في الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة؛ فإن ذلك أمر مرغَّب فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، وقد ورد الأمر الشرعي بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: (واذكُر في الكِتابِ إبراهِيمَ) [مريم:41](واذكُر في الكِتابِ مُوسى) [مريم:51]، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: (واذكُر في الكِتابِ مَريَمَ) [مريم:16]؛ إذ مِن المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: (وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ) [إبراهيم:5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده واحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق في حديث أبي قتادة الأنصاري في صحيح مسلم، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كَّرم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه فقال سبحانه: (وسَلامٌ عليه يَومَ وُلِدَ) [مريم:15]، وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (والسَّلامُ عليَّ يَومَ وُلِدتُ) [مريم:33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشكر نعم الله تعالى على الناس؛ فلا بأس مِن تحـديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.
والله سبحانه وتعالى أعلم

http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=140

تحتفل الأمة الإسلامية كل عام بالمولد النبوي الشريف، ونرى من يعترض على ذلك الاحتفال، ويقولون أنه بدعة، فما حقيقة ذلك ؟
لقد كان المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وسلم بأنه « رحمة للعالمين »، وهذه الرحمة لم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربية البشر ،وتزكيتهم، وتعليمهم، وهدايتهم نحو الصراط المستقيم ،وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }([1]).
والاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب له صلى الله عليه وسلم ومحبَّة النبي صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده»([2])، وأنه صلى الله عليه وسلم قال : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»([3]).
قال ابن رجب: « محبَّة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ }([4]).ولما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحبُّ إليَّ من كلِّ شيء إلاَّ من نفسي ،قال: « لا يا عمر، حتَّى أكون أحبَّ إليك من نفسك» ؛فقال عمر: والله أنت الآن أحبُّ إليَّ من نفسي، قال: «الآن يا عمر»([5]).
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وسلم أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرَّف الوجود بأسره باسمه، وبمبعثه، وبمقامه، وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله، وفرجه، ونعمته على العالمين، وحجته.
وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بأنواع شتى من القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين من الحفاظ مثل: ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء، بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في [المدخل] في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.
قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في كتابه «حسن المقصد في عمل المولد» ،بعد سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول : ما حكمه من حيث الشرع، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله ؟ قال : « والجواب عندي أن أصل عمل مولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك ؛هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صـاحبها ؛ لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهـار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
وقد رد السيوطي على من قال : « لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة » بقوله: « نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود » مبينًا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلاً من السنة، واستخرج له هو - يعني السيوطي- أصلاً ثانيًا موضحًا أن البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة.
روى البيهقي عن الشافعي رضي الله عنه ،قال :« المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما : أحدث مما يخالف كتابًا، أو سنة، أو أثرًا، أو إجماعًا فهذه البدعة الضلالة، والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى»([6]).هذا آخر كلام الشافعي.
قال السيوطي: « وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي، وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان، فهو إذن من البدع المندوبة ،كما عبر عنه بذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام ».
وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة؛ لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال : « لأن في هذا الشهر مَنَّ الله تعالى علينا بسيد الأولين والآخرين، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة ».
والأصل الذي خرج عليه الحافظ ابن حجر عمل المولد النبوي ؛هو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا : هذا يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى، قال الحافظ: « فيستفاد منه فعل شكر الله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود، والصيام، والصدقة ،والتلاوة، وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم؟».
ويؤكد الحافظ ابن حجر على مظاهر ذلك الاحتفال، فيقول : «فينبغي أن نقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة، والإطعام، وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وما كان مباحًا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به ».
ونقل السيوطي عن إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري من كتابه «عرف التعريف بالمولد الشريف» قوله : «إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب في النار كل ليلة اثنين لإعتاقه ثُوَيْبَةَ عندما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم.
وأنشد الحافظ شمس الدين الدمشقي في كتابه المسمى مورد الصادي في مولد الهادي:
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه وتبَّت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا؟ اهـ([7])

كما يمكن الاستدلال بعموم قوله تعالى : { وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ }([8])، فلا شك أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم من أيام الله فيكون الاحتفال به ما هو إلا تطبيقًا لأمر الله، وما كان كذلك فلا يكون بدعة، بل يكون سنة حسنة، حتى ولو لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحن نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم؛ لأننا نحبه، ولِمَ لا نحبه وقد عرفه وأحب كل الكائنات؛ فهذا الجذع وهو جماد أحب النبي صلى الله عليه وسلم وتعلق به واشتاق إلى قربه الشريف صلى الله عليه وسلم بل وبكى بكاء شديدًا تشوقًا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد تواتر هذا الخبر، وصار العلم به محتم، وروي عن أكثر من صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا معتمدًا على جذع نخل منصوب، فإذا طال وقوفه وضع يده الشريفة على ذلك الجذع، ولما كثر عدد المصلين صنع له الصحابة منبرًا، فلما خرج صلى الله عليه وسلم من باب الحجرة الشريفة يوم الجمعة يريد المنبر، وجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده إذا بالجذع يصرخ صراخًا شديدًا، ويحن حنينا مؤلمًا حتى ارتج المسجد وتشقق الجذع، ولم يهدأ، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر وأتى الجذع، فوضع يده الشريفة عليه، ومسحه، ثم ضمه بين يديه إلى صدره الشريف حتى هدأ، ثم خيره بأن سارره بين أن يكون شجرة في الجنة، تشرب عروقه من أنهار الجنة، وبين أن يعود شجرة مثمرة في الدنيا، فاختار الجذع أن يكون شجرة في الجنة ،فقال صلى الله عليه وسلم : «أفعل إن شاء الله، أفعل إن شاء الله، أفعل إن شاء الله» ، فسكن الجذع، ثم قال صلى الله عليه وسلم : «والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة شوقًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم »([9]).
ومما سبق ذكره من أقوال الأئمة كابن حجر، وابن الجوزي، والسيوطي، وغيرهم، وتبين أن هذا حال الأمة من القرن الخامس الهجري، نرى استحباب الاحتفال بالمولد الشريف موافقة للأمة والعلماء، وأن يكون الاحتفال بما ذكر من تلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام، وألا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل وما إلى ذلك، ولا عبرة بمن شذ عن هذا الإجماع العملي للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة؛ وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة حبيب رب العالمين، وفي الختام أذكر قول صاحب البردة :
فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبًا بارئُ النَّسمِ
منزهٌ عن شريـكٍ فـي محاسنه فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسمِ
دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحًا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعـرب عنه ناطقٌ بفـمِ

والله تعالى أعلى وأعلم



الهوامش:
-------------------------
([1]) الجمعة : 3.
([2]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج1 ص14، ومسلم في صحيحه ، ج1 ص 76.
([3]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج1 ص14.
([4]) التوبة:24.
([5]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج6 ص 2445.
([6]) المدخل إلى السنن الكبرى ،للبيهقي ،ص206 .
([7]) كل ما سبق من النقل ذكره الإمام السيوطي في كتابه، حسن المقصد في عمل المولد، من ص 5 : 15،ونقل هذا الكلام بنصه ابن قاسم العبادي في حاشيته على تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي، ج7 ص 424.
([8]) إبراهيم : 5.
([9]) أخرج أصل الحديث جمع غفير من الحفاظ بألفاظ متقاربة، فأخرجه أحمد في مسنده، ج3 ص 293، والبخاري في صحيحه، ج3 ص 1313، والترمذي في سننه، ج5 ص 594، وابن ماجه في سننه، ج1 ص 454، والدارمي في سننه، ج1 ص 30، وابن حبان في صحيحه، ج14 ص 435، وابن أبي شيبة في مصنفه، ج 6 ص 319، والطبراني في الأوسط، ج2 ص367، وأبو يعلى في مسنده، ج6 ص 114.



المصدر: قسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/ViewBayan.aspx?ID=158